قصه أرض ميدان (الجزء الأول) - قرارنا الخاطئ !

7/07/2017 11:15:00 م
" أرض ميدان "
لـ(محمد ماهر رجال)

مقدمة

في هذه القصة القصيرة سننتقل لعالم موازى اخر ، و لكن ما يميز هذه القصة قليلا ، هو انه بعض احداثها حقيقة وحدثت على أرض الواقع وفي عالمنا نحن !

_____________________________________________



الفصل الاول


مرحبا ! ، ادعي (شهاب) وابلغ حاليا من العمر 18 عاما ، اتيت اليوم حتى احكي لكم عن قصتي التي حدثت لي بالعام السابق ، 
انا من مصر واسكن في بلد من بلاد الارياف ، ليس من الهام ان تعرفوا اسمها يكتفي ان تعرفوا اني اعيش في مدينة ريفية ، قصة هذة المدينة غريبة بعض الشئ ، فهي كانت في الاصل ارض زراعية كبيرة حوالي خمسون فدانا ملك لعائلة فلاحين يدعون بعائلة ميدان ، بدأت عائلة ميدان ببيع بعض الفدادين للحكومة وبدأت الحكومة بالتوسع بأراضيها بينما على الجانب الاخر كانت اراضي أل ميدان في حالة تقلص بسبب بيع اهلها لها ، ومع الوقت أشترت الحكومة تقريبا كل فدادين و أراضي أل ميدان وقرروا بناء مدينة كاملة متكاملة الخدمات على هذه الأراضي ،
 زاح لهذه المدينة الكثير من الفلاحين وكان من ضمنهم انا واهلي ، 
جميع الفدادين تم بيعها ولم يعد هناك اراضي لأهل ميدان غير أرض واحدة فقط تدعي بإسم أرض ميدان !

_________________________________________________

هاجر أل ميدان جميعهم للمدن الكبيرة كمدينة الاسكندريه والقاهرة ، ولكن الغريب في الامر ان مازال أل ميدان متمسكين بقطعة الارض المتبقية لهم بالمدينة ولا يردون ابدا بيعها والاغرب انهم وضعوا غفيرا بها يأتي كل فجر ثما يذهب علي مطلع قرص الشمس ،
رغم ان الارض اصبح حالها سئ للغاية ، فجميع المنازل التي بها تم هجرها منذ زمن ، لذا اصبحت أشبه بموقع تصوير فيلم رعب ،
وبالطبع مكانا كهذا لن ينجو من الاقاويل والإشاعات ، فقالوا عنها مسكونة او ان هناك مراهقون فاسدون يأتون ليتعاطوا الممنوعات و المخدرات او ليمارسون الجنس استغلالا لظلمة الارض وبُعدها عن المدينة ،
ولهذا منذ ان كنت صغيرا كان اهلي دائما ما يحذروني باني اذا ذهبت لذه الارض سيظهر لي ذو العين الواحدة ! ... 
ههههه نعم كنت اخاف من قصص الرعب هذه في طفولتي ، فكانت تلك هي الطريقة الذكية التي كان أبي وامي يلجأون لها حتى أطيع اومرهم

__________________________________________________

كان اقرب صديق لي منذ طفولتي هو (خالد) ، انه شجاع جدا وقوي ودائما يحب التجديد والمغامرة ، 
في ذات يوم كنت اتجول مع (خالد) وكان عمري حينها حوالي سبعة اعوام وفجأه توقف خالد عن السير وقال لي "شهاب أتري تلك الارض التي خلفك ؟"
نظرت خلفي فوجدت ارض واسعة ومليئه بمبانئ شاهقة وقديمة جدا فقلت له "نعم أراها مابها ؟ ؟"
فقال لي " انها ارض ميدان المشهورة"
إنتابني الخوف للحظة وقلت له "حقا !.. اذا هيا بنا لنرحل من هنا"
"لا يا فتي فالتكن شجاعا وهيا نستكشفها"
"اتمازحني ؟ ، نستكشف ماذا ؟! ، انها ارض مشبوهة وعليها الكثير من الاقاويل"
"يارجل كف عن هذا الهراء ، مجرد ارض فارغة و مهجورة ، ثم اننا بالصباح لذا من الصعب حدوث اي شئ"
"وماذا سنفعل مع الغفير ؟"
- "انه لا يأتي إلا الفجر ثما يرحل مع الشروق ، لذا لا تهتم لامره فهو غير موجود الان اصلا"
ومن غبائي وافقت علي فكرته وذهبنا معنا لندخل الارض

___________________________________________

تمشينا قليلا ولم نجد شئ ملفت ، ولكن فجأه سمعنا صوت تكسير أتي من احدي البيوت المهجورة بلأرض ، فذهبنا لنستكشف وفجأه ! ..

 وجدنا رجلا عينه حمراء كأنها مصبوغة بالدماء ، يخرج يده من جيبه و يلوح صوبنا قائلا بصوت مرعب وغليظ "اجلبوهم لي" ، 
وفجأه خرج شخصان يزحفان علي الارض كالحيوانات ليركضوا صوبنا..

لم نحصل حتى على الفرصة لنستوعب ما يحدث ، فقط أقدامنا هى من استوعب انه يجب ان نركض بأسرع ما لدينا لنهرب من هذه المكان فورا .

_______________________________________

مرت حوالي عشر سنوات علي هذه الحادثة وقد نسيتها تماما ولكن (خالد) مازال في حالة صدمة من الشخصين الذين زحفا إتجاهنا ، فالمنظر يصعب على اي احد تحمله ،
أعتقد هم الان هم أصبحوا عقدة حياته واكثر شئ يخافه كما انا اخاف ذو العين الواحدة .
...

اصبح عمرنا 17 عام في ذاك الوقت وكنا نتجول انا و (خالد)  واثنين من اصدقائي الاخرين احدهم يدعي (عمر) والاخر يدعي (باسل) ، 

اثناء تجولنا سخر شخص عشوائي في الطريق من (باسل) - يبدو انه جاره او ما شابه - 

كان يحاول استفزازه بالكلام ، فكما تعلمون طريقة المصريين المستفزة ومشاجراتهم المستمرة ، 

(باسل) تجاهله ولم يرد عليه ولكن كما قلت لكم ان (خالد) شجاع وقوي لذا وقف في وجه ذاك المراهق وهددوا بعضهم ،

وفي نهايه المشاجرة الكلامية هذه ، قال الفتي المراهق لـ(خالد) "حسنا اذا كنت تريد الشجار فالتأتي غدا ولنتقابل في ارض ميدان ولنري أفضل ما لديك"
وافق (خالد) وانا استحوذني الغضب  ، وانتظر حتى رحيل الفتي ، ثم تحدثت مع (خالد) غاضبا : "ارض ميدان ! ، اجننت يا خالد ؟!"
"أعرف كل ما ستقوله الان يا (شهاب) ، ولكني لن أدع مراهق تافها كهذا يهددني"
"لقد اوقعت نفسك في ورطة يا مغفل ، افعل ما تشاء فأنا لن احضر معكم في كل الاحوال"

فنظر لي (عمر) نظره إستحقار ثم قال : "حقا ؟! ، أستترك صديقك في أمرا كهذا ؟!"

لحفظ ماء وجهى اضطررت الموافقة ..

___________________________________________



ذهبنا للارض وألتقينا بهذا المراهق ومعه أربعة اخرون كانوا مفتولي العضلات ، 

لا انكر ، ان الخوف سيطر على حينذاك بسبب من عددهم وأجسادهم العملاقة ..

لم يبدؤا نقاشا اصلا ، فقد حمل أحدهم قطعة ضخر متوسطة الحجم من الأرض وألقاها بسرعة على رأس (عمر) ! ، تعرض لكسرا في الجمجمة وبدء بالنزيف ،

هرب المراهق ومعه اصدقائه ، وتركونا في وضع لا نحسد عليه ..

قلت انا  : "نحن في كارثة الان ، يجب ان نبحث عن اي مستشفي قريبة"
(باسل) : "مستشفي ! ، اجننت ان أرض ميدان بعيدة جدا عن الاماكن المعمورة في المدينة واذا ذهبنا بـ(عمر) الان ، سيفقد الكثير من الدماء وقد يموت"
(خالد) : "ياإليهي وما العمل الان"
(باسل) : "لا يوجد حلا ، إلا اننا نذهب لاي منزل من هذه المنازل المهجوره ونبحث فيها عن حقيبة اسعافات اولية لنوقف النزيف نعود للمدينة"
انا : "يارجل ! ، ان هذه المباني مهجورة منذ زمن مستحيل ان تجد فيها اي مقوم من مقومات الحياة"
(باسل) : "حسنا ، انها مجرد محاولة وليس اكثر فليس بيدنا حيلة الان سوى هذا ، لذا إبقى هنا يا (شهاب) مع (عمر) و سأذهب انا و (خالد) لنبحث عن اي شئ قد يفيدنا"
استسلمت للامر وانا اعلم ان لن يحدث خيرا اذا دخلوا احد هذه المنازل ، فقط جلست انتظرهم..

_____________________________________________________

انا (خالد) وانا الان مع (باسل) ، قد دخلنا سويا لاحدى المنازل المهجورة وفتحنا كشافات هواتفنا حتى نري جيدا ونستطيع البحث ، 
كان المكان مخيفا ، مرعبا ومثيرا للريبة ، لا يوجد اي مقومات للحياة ، كان البرد قارصا في هذا المنزل ، كأننا دخلنا في ثلاجة او ماشابه ولكن بفضل الله وجدنا شنطه اسعافات اولية واخذناها ونزلنا ولكن عندما وصلنا للبوابة لنخرج وجدناها قد اغُلقت علينا بإحكام !



شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة